{ مدبرين } مولين ظهورهم وأدبارهم من يدعوهم .
{ فتوكل } فاتخذ الله تعالى وكيلا ، وفوض إليه الأمور .
{ المبين } البين ، أو الفاصل بين المحق والمبطل .
{ فتوكل على الله } ففوض إلى المعبود بحق كل الأمور واتخذه وكيلا ، واعتمد عليه فإنه مؤيدك ، ومظهر دينك على الدين كله ، كما هو سنن المرسلين عليهم صلوات رب العالمين : )وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين( {[2952]}{ إنك على الحق المبين } تثبيت للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم ومن معه ، ، وتوكيد لصدق ما جاءهم ، ووضوح حجتهم ، فحقهم بين ظاهر لا خفاء به ، وهو مبين الرشد من الغي ، والراشدين من الغاوين ، { إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين } أي عدم استجابتهم لك ليس لخفاء البر فيما دعوتهم إليه ، ولكن لهمود أرواحهم والوقر الذي ضرب على آذانهم ، وتأبيهم عن إحياء أرواحهم بما أتيتهم به ، وإغلاق مسامعهم نفورا عن الإصغاء إليه : )وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب . . ( {[2953]} ، ) . . وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا( {[2954]} )أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي . . ( {[2955]} ) . . لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها . . ( {[2956]} ، مما أورد صاحب الجامع لأحكام القرآن : مسألة- وقد احتجت عائشة رضي الله عنها في إنكارها أن النبي صلى الله عليه وسلم أسمع موتى بدر بهذه الآية ؛ فنظرت في الأمر بقياس عقلي ، ووقفت مع هذه الآية ؛ وقد صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : " ما أنتم بأسمع منهم " قال ابن عطية : فيشبه أن قصة بدر خرق عادة لمحمد صلى الله عليه وسلم في أن رد الله إليهم إدراكا سمعوا به مقاله ، ولولا إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم بسماعهم لحملنا نداءه إياهم على معنى التوبيخ لمن بقي من الكفرة ، وعلى معنى شفاء صدور المؤمنين ، قلت : روى البخاري رضي الله عنه حدثني عبد الله بن محمد ، سمع روح بن عبادة قال : حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال : ذكر لنا أنس بن مالك عن أبي طلحة : أن نبي الله صلى الله عليه وسلم أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلا من صناديد قريش فقذفوا في طوي من أطواء بدر خبيث مخبث- وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال- فلما كان ببدر اليوم الثالث أمر براحلته فشد عليها رحلها ثم مشى وتبعه أصحابه ، قالوا : ما نرى ينطلق إلا لبعض حاجته ، حتى قام على شفير الركي ، فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان أيسركم أنكم أطعتم الله رسوله ، فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا ، قال : فقال عمر : يا رسول الله ! ما تكلم من أجساد لا أرواح لها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم " . . اه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.