{ تمر مر السحاب } تسير سيرا سريعا كأنها السحاب .
{ وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب }- ويقال : إن الله تعالى وصف الجبال بصفات مختلفة ترجع كلها إلى تفريغ الأرض منها وإبراز ما كانت تواريه ، فأول الصفات الاندكاك ، وذلك قبل الزلزلة ثم تصير كالعهن المنفوش وذلك إذا صارت السماء كالمهل ، وقد جمع الله بينهما فقال : ( يوم تكون السماء كالمهل . وتكون الجبال كالعهن( {[2977]} ، والحالة الثالثة أن تصير كالهباء وذلك أن تتقطع بعد أن كانت كالعهن ، والحالة الرابعة أن تنسف لأنها مع الأحوال المتقدمة قارة في مواضعها والأرض تحتها غير بارزة فتنسف عنها لتبرز ، فإذا نسفت فبإرسال الرياح عليها . . ترفعها على وجه الأرض فتظهر شعاعا في الهواء كأنها غبار ، فمن نظر إليها من بعد حسبها لتكاثفها أجسادا جامدة ، وهي بالحقيقة مارة إلا أن مرورها من وراء الرياح . . والحالة السادسة أن تكون سرابا فمن نظر إلى مواضعها لم يجد فيها شيئا منها كالسراب-{[2978]} .
{ صنع الله الذي أتقن كل شيء } هذا الإنشاء ، وهذا الإفناء فعل الله الذي أحسن كل شيء ، وأحكمه وأتقنه صنعا ، والصنع : العمل المجود المحسن ، والإتقان : الإحكام الذي لا تفاوت فيه ولا نقص ولا خلل ، { إنه خبير بما تفعلون } عليم بظواهر الأعمال وبواطنها ، خبير بكل جلي وكل خفي ، فمجازيكم على ما فعلتم إن خيرا ، وإن شرا ، [ جعله بعض المحققين تعليلا لكون ما ذكر من النفخ في الصور وما بعده صنعا محكما له تعالى ، ببيان أن علمه تعالى بظواهر أحوال المكلفين وبواطنها مما يستدعي إظهارها وبيان كيفياتها على ما هي عليه من الحسن والسوء وترتيب أخيريتها عليها بعد بعثهم وحشرهم ، وتسيير الجبال حسبما نطق به التنزيل ]{[2979]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.