فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتۡرَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا يُفۡتَنُونَ} (2)

{ أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون2 }

أيظن الناس لأنهم قالوا نحن قد آمنا أن يتركوا دون فتنة وابتلاء واختبار ؟ فيتركون غير مبتلين من أجل قولهم آمنا ؟ كلا ! هذا حسبان باطل ، فما خلقنا المكلفين إلا لنختبرهم : )إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه . . ( {[3148]} وتبارك ربنا ) الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا . . ( {[3149]}[ والفتنة الامتحان بشدائد التكليف : من مفارقة الأوطان وكل ما يحب ويستلذ ، ومن ملاقاة الأعداء والصبر على أذاهم ، وسائر ما تكرهه النفس ، والتحقيق أن المقصود من خلق البشر هو العبادة الخالصة لله ، فإذا قال باللسان آمنت فقد ادعى طاعة الله بالجنان ، فلا بد له من شهود وهو الإتيان بالأركان . . ]{[3150]} .


[3148]:سورة الدهر. من الآية 2.
[3149]:سورة الملك. من الآية2.
[3150]:ما بين العارضتين مما أورد النيسابوري.