فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{مَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ ٱللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لَأٓتٖۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (5)

{ من كان يرجوا لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم5 }

من خاف يوم الوعيد ، وعمل صالحا يبتغي رحمة الحميد المجيد ، فإنه مدرك رضوان الغفور الودود ، وربنا وسع سمعه كل شيء وأحاط علمه بكل موجود ، يقول القرطبي : { يرجو } بمعنى يخاف ، ونقل الألوسي نحوه ، إلا أنه زاد : واختار بعضهم أن الرجاء بمعناه المشهور ، وأن لقاء الله تعالى مشاهدته سبحانه على الوجه اللائق به عز وجل كما يقوله أهل السنة والجماعة ، بينما ذهب ابن كثير والنيسابوري إلى أن{ يرجو } بمعنى يأمل ، ومن قبلهما قال الطبري : من كان يرجو الله يوم لقائه ، ويطمع في ثوابه ، فإن أجل الله الذي أجله لبعث خلقه للجزاء والعقاب لآت قريب{ وهو السميع } يقول : والله الذي يرجو هذا الراجي بلقائه ثوابه{ السميع } لقوله : { آمنا بالله }{ العليم } بصدق قيله أنه قد آمن من كذبه فيه ، أقول : والإيمان خوف ورجاء ، يملآن نفس المستيقن ، فيدعو رغبا ورهبا ، ويتبتل وجلا وطمعا )أم من هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب( {[3157]} .


[3157]:سورة الزمر.الآية 9.