فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَلَا تَدۡعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَۘ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ كُلُّ شَيۡءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجۡهَهُۥۚ لَهُ ٱلۡحُكۡمُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (88)

{ ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون } مما أورد ابن كثير : . . هذا إخبار عن كل الأعمال بأنها باطلة إلا ما أريد به وجه الله تعالى من الأعمال الصالحة المطابقة للشريعة ، . . والقول الأول مقتضاه أن كل الذوات فانية وزائلة إلا ذاته تعالى وتقدس . . . { له الحكم } أي الملك والتصرف ولا معقب لحكمه{ وإليه ترجعون } أي يوم معادكم ، فيجازيكم بأعمالكم إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر . اه [ الخطاب في الظاهر للنبي صلى الله عليه وسلم ، والمراد به أهل دينه . . . { كل شيء هالك إلا وجهه } . . . والظاهر أنه أراد بالشيء الموجود المطلق لا الموجود وقت النزول فقط ، فيؤول المعنى إلى قولنا : كل موجود في وقت من الأوقات سيهلك بعد وجوده إلا ذاته تعالى . . . . . وقال سفيان الثوري : وجهه تعالى العمل الصالح الذي توجه به إليه عز وجل . . . وقال أبو عبيدة : المراد بالوجه جاهه تعالى الذي جعله في الناس . . والسلف يقولون : الوجه صفة نثبتها لله تعالى ، ولا نشتغل بكيفيتها ولا بتأويلها ، بعد تنزيهه عز وجل عن الجارحة . . . . . والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل ، وهو جل وعلا حسبنا ونعم الوكيل . ]{[3147]} .


[3147]:مما أورد الألوسي.