{ من القرون } من أهل القرون والأزمان السابقة .
{ المجرمون } المرتكبون للجرائم والذنوب والخطايا .
{ قال إنما أوتيته على علم عندي } رد على نصيحة قومه له ، وكأنما يريد هذا الكفور المغرور ادعاء أهليته لما بيده ، فساق بطريق الحصر أنه ما نال هذا المال إلا لعلة كائنة أنه على علم {[3123]} دقيق لديه ، أو أوتيه لعلمه ، وما أحمقه ! أيظن أن الله يعطي الدنيا من يحب ؟ كلا فإنه بحكمته قد يعطيها من لا يحب ، ولكن لا يعطي الدين إلا من أحبه ، { أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا } لقد جهل أو تجاهل أن المعبود بحق قد عذب وبطش بكثير من أهل القرون الماضية كانوا أشد منه قوة وأكثر منه مالا- فالخلاق الرزاق هو القوي الغني- مما قال الألوسي : تقرير لعلمه ذلك ، وتنبيه على خطئه في اغتراره ، وعلمه بذلك من التوراة أو من موسى عليه السلام ، أو من كتب التاريخ ، أو من القصاص ، والقوة تحتمل القوة الحسية والمعنوية ، والجمع يحتمل جمع المال وجمع الرجال ، والمعنى : ألم يقف على ما يفيده العلم . . . ويحتمل أن تكون الهمزة للإنكار . . . والمراد : رد ادعائه العلم والتعظم به بنفي هذا العلم عنه ، أي أعلم ما ادعاه ولم يعلم هذا حتى يقي نفسه مصارع الهالكين ؟ ! { ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون }ولا يستخبر الآثمون الفاجرون ولا تستعلم الملائكة منهم عن ذنوبهم في الآخرة ، [ وفاعل السؤال إما الله تعالى أو الملائكة عليهم السلام ، والمراد بالسؤال المنفي هنا ، وكذا في قوله تعالى : )فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان( {[3124]}- على ما قيل- سؤال الاستعلام ، ونفي ذلك بالنسبة إليه عز وجل ظاهر ، وبالنسبة إلى الملائكة عليهم السلام لأنهم مطلعون على صحائفهم أو عارفون إياهم بسيماهم ، كما قال سبحانه : )يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام( {[3125]} ، والمراد بالسؤال المثبت في قوله عز وجل : )فوربك لنسألنهم أجمعين( {[3126]} سؤال التوبيخ والتقريع ، فلا تناقض بين الآيتين ، وجوز أن يكون السؤال في الموضعين بمعنى ، والنفي والإثبات باعتبار موضعين أو زمانين ، والمواقف يوم القيامة كثيرة واليوم طويل ، فلا تناقض أيضا ]{[3127]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.