فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{هَـٰٓأَنتُمۡ أُوْلَآءِ تُحِبُّونَهُمۡ وَلَا يُحِبُّونَكُمۡ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱلۡكِتَٰبِ كُلِّهِۦ وَإِذَا لَقُوكُمۡ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ عَضُّواْ عَلَيۡكُمُ ٱلۡأَنَامِلَ مِنَ ٱلۡغَيۡظِۚ قُلۡ مُوتُواْ بِغَيۡظِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (119)

{ تؤمنون بالكتاب } تصدقوا بجنس الكتب المنزلة كلها .

{ عضوا عليكم الأنامل من الغيظ } عضوا بأسنانهم على أطراف أصابعهم .

{ موتوا بغيظكم } دعاء عليهم أن يموتوا غما لما يرون من ائتلاف المؤمنين .

{ ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم } تسعون لخيرهم العاجل والآجل فتدعونهم إلى الإسلام الموصل إلى دار السلام وهم يريدون لكم الرجوع إلى الكفر والآثام { وتؤمنون بالكتاب كله } تصدقون بكافة الكتب التي أنزلها قول الحق سبحانه { وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آبائكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون وهذا كتاب أنزلناه مبارك . . }{[1122]} .

{ وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ } ، هؤلاء الخصوم الألداء مخادعون ماكرون محتالون إذا كانوا معكم في مجلس أو جمع ادعوا الإيمان استهزاء بكم وتقية منكم وطعما في معرفة أسراركم وإذا خلا بعضهم إلى بعض عضوا أصابعهم تغيظا من الألفة التي بينكم والنصر والتأييد الذي يحالف جندكم .

{ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور }- خطاب لكل مؤمن وتحريض لهم على عداوتهم وحث لهم على خطابهم خطاب الخصماء ، فإنه لا أقطع للمحبة من جراحة اللسان فالمقصود على هذا من قوله تعالى { موتوا بغيظكم } مجرد الخطاب بما يكرهونه والصحيح الذي اتفقت عليه كلمتهم أنه دعاء عليهم . . { إن الله عليم بذات الصدور } أي بما خفي فيها . .


[1122]:من سورة الأنعام الآية 91-ومن الآية 92.