{ بطانة } خاصة { من دونكم } من سواكم .
{ لا يألونكم خبالا } لا يقصرون فيما فيه إفسادكم .
{ ودوا ما عنتم } أحبوا ما يعنتكم ويشق عليكم ويضركم أبلغ الضرر .
{ بدت البغضاء } ظهرت شدة البغض لكم .
{ من أفواههم } من فم كل منهم ومن فلتات ألسنتهم .
{ بينا لكم الآيات } أظهرنا لكم العلامات الواضحات والدلالات الظاهرات
{ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم } نهى الله تعالى عباده الذين صدقوا واستيقنوا به سبحانه وبما يجب الإيمان به أن يتخذوا أولياء وأصفياء من سواهم والبطانة هم الخاصة الذين يطلعون على داخل أمر من يستبطنهم ويكاشفهم بما يستسر به ، روى البخاري وغيره عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان بطانة تأمره بالخير وتحضه عليه وبطانة تأمره بالسوء وتحضه عليه والمعصوم من عصم الله ) وقد حذر القرآن المجيد من موالاة أهل الكفر{[1117]} في آية كثيرة منها { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا } ، {[1118]} ومنها { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم . . } {[1119]} ، ومهما كانوا من القربى فلا حل في موالاتهم { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آبائكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان }{[1120]} { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم } . . {[1121]} .
{ ولا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر } ينبأ العليم الخبير بما تنطوي عليه نفوس أعداء الدين من بغض وحقد شديد على المؤمنين فهم لا يكفون عن إتيان كل ما يجر الفساد على المسلمين وأحب شيء إلى قلوبهم ما يجلب الضرر ويشق على الدين ومهما تواصوا بكتمان سخطهم ونقمتهم علينا فإن ألسنتهم تبسط بالسوء والنيل منا بين الحين والحين ، فكيف بما انطوت عليه صدورهم من حقد مكين ؟
{ قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون } قد أظهرنا لكم الدلائل والعلامات الواضحات لكل من يعقل فإن وعيتم ما وعد كم به ربكم فاحذروا ما يبينه لكم عدوكم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.