فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَإِذۡ غَدَوۡتَ مِنۡ أَهۡلِكَ تُبَوِّئُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ مَقَٰعِدَ لِلۡقِتَالِۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (121)

{ وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال } كأن المعنى : واذكر يا محمد إذ سرت من بين أهلك تتخذ للمؤمنين أماكن للقتال وأصل الغدو الخروج غدوة في الصباح قبل الظهيرة وعبر به هنا عن مجرد الخروج من غير اعتبار لوقت حدوثه ، و{ مقاعد } أي مواطن والمقعد والمقام يتوسع في معناهما فيراد به المكان ومنه قوله تعالى { في مقعد صدق } . . {[1124]} وقوله سبحانه { . . قبل أن تقوم من مقامك . . } {[1125]} أي من موضع حكمك وجمهور علماء القرآن وعلماء المغازي على أن هذه الآية نزلت في غزوة أحد ، قال عكرمة كانت يوم السبت للنصف من شوال وكان خروج الرسول صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة بعد الصلاة في اليوم الرابع عشر من شهر شوال من السنة الثالثة للهجرة { والله سميع عليم } سميع لكل قول عليم بكل ما ظهر وما بطن .

- لما وعدهم النصر على الأعداء إن هم صبروا واتقوا وخلاف ذلك إن لم يصبروا أتبعه قوله { وإذ غدوت من أهلك . . } { ولقد نصركم الله ببدر . . } يعني أنهم يوم أحد كانوا كثيرين مستعدين للقتال فلما خالفوا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم انهزموا ويوم بدر كانوا قليلين غير مستعدين لكنهم أطاعوا أمر الرسول فغلبوا واستولوا على خصومهم-{[1126]} .


[1124]:من سورة القمر الآية 55.
[1125]:من سورة النمل من الآية 39.
[1126]:من تفسير غرائب القرآن.