القول في تأويل قوله : { مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته } يعني بذلك جل ثناؤه شبه ما ينفق الذين كفروا أي شبه ما يتصدق به الكافر من ماله فيعطيه من يعطيه على وجه القربة إلى ربه{[1115]} وهو لوحدانية الله جاحد ولمحمد صلى الله عليه وسلم مكذب في أن ذلك غير نافعه مع كفره وأنه مضمحل عند حاجته إليه ذاهب بعد الذي كان يرجو من عائدة نفعه عليه كشبه ريح فيها برد أصابت هذه الريح التي فيها البرد الشديد حرث قوم يعني زرع قوم أملوا إدراكه ورجوا ريعه وعائدة نفعه { ظلموا أنفسهم } يعني أصحاب الزرع عصوا الله وتعدوا حدوده { فأهلكته } يعني : فأهلكت الريح التي فيها الصر زرعهم ذلك بعد الذي كانوا عليه من الأمل ورجاء عائدة نفعه عليهم ، يقول تعالى ذكره : فكذلك فعل بنفقة الكافر وصدقته في حياته حين يلقاه يبطل ثوابها ويخيب رجاءه منها { وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون } . . وما فعل الله بهؤلاء الكفار ما فعل بهم لأن عملهم الذي عملوه لم يكن لله وهم له بالوحدانية دائنون ولأمره متبعون ولرسله مصدقون بل كان ذلك منهم وهم به مشركون ولأمره مخالفون ولرسله مكذبون . . . الكافر هو الظالم نفسه لإكسابها من معصية الله وخلاف أمره ما أوردها به نار جهنم وأصلاها به سعير سقر ] . {[1116]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.