فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّـٰصِرِينَ} (22)

{ أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين } والجاحدون الباغون وقتلة الأنبياء وأعداء الداعين إلى الحق كل أهل الفساد والغي هؤلاء بطل ثواب عملهم في عاجل حياتهم وآجلها .

{ مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون } ، { إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون . . } {[902]} ، { قل أنفقوا طوعا أوكرها لن يتقبل منكم . . }{[903]} ، { وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله . . }{[904]} .

-فأما قوله { في الدنيا } فلم ينالوا بها محمدة ولا ثناء من الناس لأنهم كانوا على ضلال وباطل ولم يرفع الله لهم بها ذكرا بل لعنهم وهتك أستارهم وأبدى ما كانوا يخفون من قبائح أعمالهم . . . . . . فأبقى لهم ما بقيت الدنيا مذمة فذلك حبوطها في الدنيا وأما في الآخرة فإنه أعد لهم فيها من العقاب ما وصف في كتابه وأعلم عباده أن أعمالهم تصير بورا لا ثواب لها . . { وما لهم من ناصرين . . . } وما لهؤلاء القوم من ناصر ينصرهم من الله إذا انتقم منهم بما سلف من إجرائهم واجترائهم عليه فيستنقذهم منه-{[905]} .


[902]:من سورة الأنفال من الآية 36.
[903]:من سورة التوبة من الآية 53.
[904]:من سورة التوبة الآية 54.
[905]:من جامع البيان في تفسير القرآن.