فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغۡنِيَ عَنۡهُمۡ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيۡـٔٗاۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمۡ وَقُودُ ٱلنَّارِ} (10)

{ إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا } هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أن من لم يصدق بالله تعالى وما يجب الإيمان به فإن أقرب قريب إليهم من مال وولد لا يدفع عنهم ما نزل العزيز بهم من بأس ، والمال والولد أول ما يفزع إليه عند النوازل ، و{ من } في قوله { من الله } للبدل مثل قوله { . . إن الظن لا يغني من الحق شيئا . . }{[863]} أي بدله والمضاف محذوف تقديره لن تغني عنهم بدل رحمة الله وطاعته شيئا وفي الحديث ( ولا ينفع ذا الجد منك الجد ) أي لا ينفعه جده وحظه في الدنيا بدل طاعتك وعبادتك{[864]} { وأولئك هم وقود النار } هم في الدنيا مخذولون وفي الآخرة تسعر بهم النار ومالهم من شفعاء ولا أنصار فهم حطب جهنم وتعلوهم الذلة والصغار .


[863]:من سورة يونس الآية 36.
[864]:من تفسير غرائب القرآن.