فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُۗ وَمَا ٱخۡتَلَفَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۗ وَمَن يَكۡفُرۡ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ} (19)

{ إن الدين عند الله الإسلام } قال أبو العالية الدين في هذه الآية الطاعة والملة والإسلام بمعنى الإيمان{[891]} والطاعات . فمن أراد شرعه وعبودية يرفعها مولاه جل علاه فليتبع الشرعة الحنيفية السمحة وإلا فلن يقبل الله تعالى منه عملا ولا صرفا ولا عدلا . { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } ؛ { وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم } عن ابن عمر : بغيا على الدنيا وطلب ملكها وسلطانها . . . ولعل المراد ب { الذين أوتوا الكتاب } اليهود والنصارى وبالكتاب الجنس – واختلفوا في التوحيد وقيل في نبوته صلى الله عليه وسلم وقيل في الإيمان بالأنبياء – . وقوله تعالى { إلا من بعدما جاءهم العلم } زيادة أخرى ، فإن الاختلاف بعد مجيء العلم أزيد في القباحة . . أي ما اختلفوا في وقت لغرض إلا بعد العلم لغرض البغي{[892]} . { ومن يكفر بآيات الله } من ينكر ويجحد حجج ربنا وكلماته الدالة على أن الدين المرتضى هو الإسلام { فإن الله سريع الحساب } فإن مولانا محيط علمه ، تامة قدرته ، سريع قضاؤه وجزاؤه ، هذا نذيرنا لمن لم يستيقن برسالتنا ورسولنا .


[891]:الأصل في المسمى الإيمان والإسلام التغاير ففي الصحيحين من حديث جبريل عليه السلام (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه رسله والبعث بعد الموت وبالقدر خيره وشره..) الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج البيت وتصوم رمضان) أو كما قال.
[892]:من روح المعاني.