{ شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط } قال الزجاج : الشاهد هو الذي يعلم الشيء ويبينه فقد دلنا الله تعالى على وحدانيته بما خلق وبين ؛ ويرى السدي وغيره أن المراد بأولي العلم المؤمنون كلهم . إنه سبحانه دل على وحدانيته بل وسائر كمالاته بأفعاله الخاصة التي لا يقدر عليها غيره وما نصبه من الدلائل التكوينية في الآفاق والأنفس وما أوحي من آياته الناطقة بذلك -كسورة الإخلاص وآية الكرسي- وغيرهما . . { والملائكة وأولوا العلم } عطف على الاسم الجليل ولا بد حينئذ من حمل الشهادة على معنى مجازي كامل شامل لا يسنده إلى هذين الجمعين بطريق عموم المجاز أي : أقر الملائكة بذلك وآمن العلماء به واحتجوا عليه . . . وقوله تعالى { قائما بالقسط } بيان لكماله تعالى في أفعاله إثر بيان كماله في ذاته ؛ و{ القسط } العدل والباء للتعدية أي مقيما بالعدل . . { لا إله إلا هو } تقرير للمشهود به للتأكيد ، وفيه إشارة إلى مزيد الاعتناء بمعرفة أدلته لأن تثبيت المدعي إنما يكون بالدليل . . ولينبنى عليه قوله تعالى : { العزيز الحكيم } فيعلم أنه المنعوت بهما وقيل : لا تكرار لأن الأول شهادة الله تعالى وحده والثاني شهادة الملائكة وأولي العلم-{[890]} .
قال جعفر الصادق : الأولى وصف وتوحيد والثانية رسم وتعليم ، يعني قولوا لا إله إلا الله العزيز الحكيم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.