{ إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم } صفة عيسى وحاله العجيبة في ولادته دون أب ودون أم -ووجه الشبه أن كلا منهما وجد وجودا خارجا عن العادة المستمرة بل الوجود من غير أب وأم أغرب فشبه الغريب بالأغرب لأنه المشبه به ينبغي أن يكون أقوى حالا من المشبه في وجه الشبه-{[995]} . [ ونزلت هذه الآية بسبب وفد نجران حين أنكروا على النبي صلى الله عليه وسلم قوله : ( إن عيسى عبد الله وكلمته ) فقالوا : أرنا عبدا خلق من غير أب فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ( آدم من كان أبوه أعجبتم من عيسى ليس له أب فآدم عليه السلام ليس له أب ولا أم ) فذلك قوله تعالى { ولا يأتونك بمثل . . . } أي في عيسى { إلا جئناك بالحق . . . } في آدم { وأحسن تفسيرا }{[996]} ]{[997]} .
{ خلقه من تراب } بيان لوجه الشبه فكلاهما عليهما السلام وجدا بطريقة خارجة عن العادة و{ من } لابتداء الغاية – والمعنى ابتدأ خلق قالبه من هذا الجنس ، { ثم قال له كن فيكون } أي صر بشرا فصار فالتراخي على هذا زماني إذ بين إنشائه مما ذكر وإيجاد الروح فيه وتصييره لحما ودما زمان طويل {[998]} . . وفي الآية دلالة على صحة النظر والاستدلال لأنه سبحانه احتج على النصارى وأثبت جواز خلق عيسى عليه السلام من غير أب ولا أم -{[999]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.