{ وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون64 }
ما ينبغي لمؤمن أن يخلد إلى تراب ، ويأوي إلى بلدة أو دار ، إذا صده ذاك المقام عن عبادة العزيز الغفار ، وسحقا لغافل غره المتاع الزائل ، وأبطره الزخرف الباطل فعاند الواحد القهار ، أيحسبون أن ما أوتوا يغني عنهم ؟ أو أن الدنيا دار قرار ؟ ؟ كلا فإن الخبير البصير بيّن لنا حقيقة عاجلنا ، وما إليه نصير ، يقول المولى تبارك اسمه : )اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو زينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما{[3262]} وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور( {[3263]} ويقول عز شأنه : )إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون( {[3264]} وفي الآية الكريمة من هذه السورة يعلمنا العليم الحكيم أن هذه الحياة الدنية دان أجلها ، قريب زوالها ، وأكثر من يحيونها يقبلون على الباطل ويعرضون عن الحق ، فإذا هم من اللاهين ، وهذا ما فسر به العلماء [ اللعب ]- .
مما نقل النيسابوري : ويمكن أن يقال : المنشغل بها لا على وجه الاستغراق بل على وجه يفرغ لبعض أمور الآخرة : لاعب ، والمشغول بها بحيث ينسى الآخرة بالكلية لاه . وقدم اللهو على اللعب في الأعراف والعنكبوت . اه .
وفي أمثال هؤلاء يقول الكتاب الحكيم : )ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون( {[3265]} ، وإن الآخرة لهي الحياة الحقيقية لدوامها ، وعظم نعيمها ، { لو كانوا يعلمون } ذلك ، وأن العاجلة فانية ، والآجلة هي الباقية ، لآثروا ما يبقى على ما يفنى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.