فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{يَعِدُهُمۡ وَيُمَنِّيهِمۡۖ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ إِلَّا غُرُورًا} (120)

{ يعدهم ويمنيهم } يوسوس الشيطان للذين يتولونه ، ويلقي في صدورهم الأوهام ، فقد يعدهم الفقر ويخوفهم غائلته إذا هم أنفقوا ، حتى يشحوا ويبخلوا ، ويمنيهم بطول العمر حتى يركنوا إلى العاجلة وينسون الآجلة ( إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون . أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون ) ( {[1537]} ) ؛ { وما يعدهم الشيطان إلا غرورا . أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنا محيصا } وعد الشيطان كذب وخديعة وباطل ( كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين . فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها . . ) ( {[1538]} ) ؛ ( وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم ) ( {[1539]} ) ؛ وكذلك منى عبدة الأصنام يوم الفرقان ، بأنهم سينتصرون على أهل الإيمان : ( وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب ) ( {[1540]} ) ؛


[1537]:سورة يونس. الآيتان: 7، 8.
[1538]:سورة الحشر. الآية 16، ومن الآية 17.
[1539]:سورة إبراهيم. الآية 22.
[1540]:سورة الأنفال. الآية 48.