فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{إِن يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦٓ إِلَّآ إِنَٰثٗا وَإِن يَدۡعُونَ إِلَّا شَيۡطَٰنٗا مَّرِيدٗا} (117)

{ إن يدعون من دونه إلا إناثا } أي : ما يعبدون ، أو : ما ينادون لحوائجهم من دون الله تعالى إلا أصناما ، والجملة لوجه ما قبلها ، ولذا لم تعطف عليه ، وعبر عن الأصنام بالإناث لما روي عن الحسن أنه كان لكل حي من أحياء العرب صنم يعبدونه ويسمونه أنثى بني فلان لأنهم يجعلون عليه الحلي وأنواع الزينة كما يفعلون بالنسوان ، . . . . . ، { وإن يدعون } أي : وما يعبدون بعبادة تلك الأوثان { إلا شيطانا مريدا } إذ هو الذي أمرهم بعبادتها وأغراهم فكانت طاعتهم له عبادة ، فالكلام محمول على المجاز ، فلا ينافي الحصر السابق( {[1533]} ) . . . والظاهر أن المراد من الشيطان هنا : إبليس ، وهو المروي عن مقاتل . . . ، والمريد . . : العاتي الخارج عن الطاعة ، . .


[1533]:يشير إلى قول الحق سبحانه:( إن يدعون من دونه إلا إناثا).