فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{۞لَّا خَيۡرَ فِي كَثِيرٖ مِّن نَّجۡوَىٰهُمۡ إِلَّا مَنۡ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوۡ مَعۡرُوفٍ أَوۡ إِصۡلَٰحِۭ بَيۡنَ ٱلنَّاسِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوۡفَ نُؤۡتِيهِ أَجۡرًا عَظِيمٗا} (114)

105

{ لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس } أشار إلى ما كانوا يتناجون به حيث يبيتون ما لا يرضى من القول ، والنجوى : سر بين اثنين ، . . . قال الفراء : قد تكون النجوى اسما ومصدرا ، والآية وإن نزلت في مناجاة بعض قوم ذلك السارق بعضا إلا أنها في المعنى عامة والمراد أنه لا خير فيما يتناجى به الناس ويخوضون فيه من الحديث إلا من أمر بصدقة ، وفي محل { مَن } وجوه ، . . . فإن كان النجوى : السر ، جاز أن يكون { من } في موضع النصب لأنه استثناء الشيء من خلاف جنسه ، . . ومعناه : لكن من أمر بصدقة ففي نجواه الخير ، . . وأبو عبيد جعل هذا من باب حذف المضاف ، معناه : إلا نجوى من أمر . . . واعلم أن قول الخير إما أن يتعلق بإيصال المنفعة أو بدفع المضرة ، والأول إن كان من الخيرات الجسمانية فهو الأمر بالصدقة ، وإن كان من الخيرات الروحانية . . . فهو الأمر بالمعروف ، والثاني هو الإصلاح بين الناس ، . . - ( {[1529]} ) ،


[1529]:من تفسير غرائب القرآن.