فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَأَنَّا مِنَّا ٱلۡمُسۡلِمُونَ وَمِنَّا ٱلۡقَٰسِطُونَۖ فَمَنۡ أَسۡلَمَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ تَحَرَّوۡاْ رَشَدٗا} (14)

{ وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون }

من فعل القرآن الكريم في نفوس الجن بعد سماعه أن افترقوا فمنهم من أسلم وأذعن للحق واستقام ، ومنهم من زاد عوجا وجار عن قصد السبيل ، وهكذا يفعل : { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا }{[7925]} .

{ فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا ( 14 ) }

فالذين أسلموا قصدوا طريق السداد والتزموا منهاج السلامة والرشاد في الدنيا ويوم المعاد ؛ واسم الإشارة : { فأولئك } للجماعة أشير به إلى الموصول قبله { فمن } وإنما جمع لأن المعنى : فأما المسلمون .


[7925]:- سورة الإسراء. الآية 82.