فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُواْ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَذَٰلِكَ دِينُ ٱلۡقَيِّمَةِ} (5)

{ حنفاء } متحنفين ، جانحين من الشرك إلى التوحيد .

{ ويقيموا الصلاة } يؤدوها بحدودها في أوقاتها .

{ ويؤتوا الزكاة } يعطوها عند محلها .

{ دين القيمة } دين الملة المستقيمة ، أو دين الأمة القائمة بالحق .

{ وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة } وما كلفوا إلا بأن يعبدوا الله تعالى ، مخلصين العبادة لوجهه الكريم دون سواه ، مائلين عن جميع الملل إلى الإسلام ، وهو كقول الله جل علاه : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }{[12205]} .

{ ويقيموا الصلاة } يؤدوها على وجهها التام ، ويداوموا على أدائها في مواقيتها ؛ { ويؤتوا الزكاة } ويعطوا الزكاة لمستحقيها عند حلول حولها { وذلك دين القيمة } أي ذلك الدين الذي أمروا به دين القيمة . . وقال الزجاج : ذلك دين الله المستقيم . . أو يقال : دين الأمة القيمة بالحق ؛ أي القائمة بالحق{[12206]} .


[12205]:- سورة الذاريات. الآية 56.
[12206]:- ما بين العارضتين مما أورد القرطبي.