الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَجَعَلۡنَا مِنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ سَدّٗا وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ سَدّٗا فَأَغۡشَيۡنَٰهُمۡ فَهُمۡ لَا يُبۡصِرُونَ} (9)

{ وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا } هذا وصف إضلال الله تعالى إياهم فهم بمنزلة من سد طريقه من بين يديه ومن خلفه يريد إنهم لا يستطيعون أن يخرجوا من ضلالهم { فأغشيناهم } فأعميناهم عن الهدى { فهم لا يبصرون }

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَجَعَلۡنَا مِنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ سَدّٗا وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ سَدّٗا فَأَغۡشَيۡنَٰهُمۡ فَهُمۡ لَا يُبۡصِرُونَ} (9)

ولما كان الرافع رأسه غير ممنوع من النظر أمامه قال : { وجعلنا } أي بعظمتنا . ولما كان المقصود حجبهم عن خير مخصوص ، وهو المؤدي إلى السعادة الكاملة لا عن كل ما ينفعهم ، أدخل الجار فقال : { من بين أيديهم } أي الوجه الذي يمكنهم علمه { سداً } . ولما كان الإنسان إذا انسدت عليه جهة مال إلى أخرى قال : { ومن خلفهم } أي الوجه الذي هو خفي عنهم ، وأعاد السد تأكيداً لإنكارهم ذلك وتحقيقاً لجعله فقال : { سداً } أي فصارت كل جهة يلتفت إليها منسدة ، فصاروا لذلك لا يمكنهم النظر إلى الحق ولا الخلوص إليه ، فلذلك قال : { فأغشيناهم } أي جعلنا على أبصارهم بما لنا من العظمة غشاوة { فهم } أي بسبب ذلك { لا يبصرون * } أي لا يتجدد لهم هذا الوصف من إبصار الحق وما ينفعهم ببصر ظاهر وبصيرة باطنة أصلاً .