{ وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً } أي منعناهم عن الإيمان بموانع ، فهم لا يستطيعون الخروج من الكفر إلى الإيمان ، كالمضروب أمامه ، وخلفه بالأسداد ، والسد بضم السين ، وفتحها لغتان . ومن هذا المعنى في الآية قول الشاعر :
ومن الحوادث لا أبالك أنني *** ضربت عليّ الأرض بالأسداد
لا أهتدي فيها لموضع تلعة *** بين العذيب وبين أرض مراد
{ فأغشيناهم } أي غطينا أبصارهم { فَهُمُ } بسبب ذلك { لاَّ يُبْصِرُونَ } أي لا يقدرون على إبصار شيء .
قال الفراء : فألبسنا أبصارهم غشوة : أي عمى فهم لا يبصرون سبيل الهدى ، وكذا قال قتادة : إن المعنى لا يبصرون الهدى . وقال السدّي : لا يبصرون محمداً حين ائتمروا على قتله . وقال الضحاك : { وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً } أي الدنيا ، { ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً } أي الآخرة ، { فأغشيناهم ، فهم لا يبصرون } أي عموا عن البعث ، وعموا عن قبول الشرائع في الدنيا . وقيل ما بين أيديهم : الآخرة ، وما خلفهم : الدنيا ، قرأ الجمهور بالغين المعجمة : أي غطينا أبصارهم ، فهو على حذف مضاف . وقرأ ابن عباس ، وعمر بن عبد العزيز ، والحسن ، ويحيى بن يعمر ، وأبو رجاء ، وعكرمة بالعين المهملة من العشا ، وهو : ضعف البصر . ومنه { وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرحمن } [ الزخرف : 36 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.