الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَجَعَلۡنَا مِنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ سَدّٗا وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ سَدّٗا فَأَغۡشَيۡنَٰهُمۡ فَهُمۡ لَا يُبۡصِرُونَ} (9)

فإن قلت : فقد قرأ ابن عباس رضي الله عنهما : » في أيديهم « وابن مسعود : » في أيمانهم « فهل تجوز على هاتين القراءتين أن يجعل الضمير للأيدي أو للأيمان ؟ قلت : يأبى ذلك وإن ذهب الإضمار المتعسف ظهور كون الضمير للأغلال وسداد المعنى عليه كما ذكرت . وقرىء : » سدا « بالفتح والضم . وقيل : ما كان من عمل الناس فبالفتح وما كان من خلق الله فالبضم » فأغشيناهم « فأغشينا أبصارهم أي : غطيناها وجعلنا عليها غشاوة عن أن تطمح إلى مرئي وعن مجاهد : فأغشيناهم : فألبسنا أبصارهم غشاوة . وقرىء : بالعين من العشا . وقيل : نزلت في بني مخزوم وذلك : أن أبا جهل حلف لئن رأى محمدا يصلي ليرضخن رأسه فأتاه وهو يصلي ومعه حجر ليدمغه به فلما رفع يده أثبتت إلى عنقه ولزق الحجر بيده حتى فكوه عنها بجهد فرجع إلى قومه فأخبرهم فقال مخزومي اخر : أنا أقتله بهذا الحجر فذهب فأعمى الله عينيه