جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَجَعَلۡنَا مِنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ سَدّٗا وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ سَدّٗا فَأَغۡشَيۡنَٰهُمۡ فَهُمۡ لَا يُبۡصِرُونَ} (9)

{ وجعلنا من بين أيديهم سدّا ومن خلفهم سدّا فأغشيناهم } : غطينا على أبصارهم غشاوة { فهم لا يبصرون } مثل تصميمهم على كفرهم ، وأنه لا سبيل إلى تجاوزهم عنه ؛ بأم جعلهم كالمغلولين المقمحين في أنهم لا يلتفتون إلى الحق ، ولا يعطفون أعناقهم نحوه ، وكالحاصلين بين السدين لا يبصرون قدامهم ولا خلفهم في أنهم متعامون عن النظر في آيات الله ، متأملين في مبدئهم ومعادهم . عن ابن عباس -رضي الله عنهما- إن الأول مثل بخلهم عن الإنفاق في سبيل الله ، قال تعالى : { ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك } [ الإسراء : 29 ] وعن محيي السنة وغيره إنها في أبي جهل حين أخذ حجرا ؛ ليدمغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلما رفعه لصقت يده إلى عنقه ، ولزق الحجر بيده حتى عاد إلى قومه فقام آخر بأني أقتله بهذا الحجر فأتاه وهو عليه السلام يصلي ، فأعمى الله بصر الكافر ، يسمع صوته ولا يراه{[4228]}*


[4228]:أخرجه البيهقي في "الدلائل" بسند فيه السدي الصغير والكلبي وهما متروكان.