قوله ( تعالى ذكره ) {[56401]} : { وجعلنا من بين {[56402]} أيديهم سدا }8 إلى قوله { قوم مسرفون }18 {[56403]} قد تقدم ذكر السد والسد في الكهف {[56404]} ، والمعنى جعلنا من بين أيدي هؤلاء الكفار حاجزا ومن خلفهم حاجزا .
{ فأغشيناهم } أي : جعلنا على أعينهم غشاوة .
وروي عن ابن عباس وعكرمة ويحيى بن يعمر : " فأغشيناهم " بالعين غير معجمة من عشى {[56405]} العين {[56406]} .
قال الطبري في " سدا " : من فتح {[56407]} كان من فعل بني آدم ، وإذا كان من فعل الله {[56408]} كان بالضم {[56409]} .
وقيل : معناه أنهم زين لهم سوء أعمالهم فهم يعمهون فلا يبصرون شيئا .
قال مجاهد : سدا عن الحق فهم يترددون {[56410]} .
وقال ابن زيد : جعل هذا السد بينهم وبين الإسلام والإيمان فهم لا يخلصون إليه وقرأ : { وسواء عليهم أنذرتهم أم لم تنذرهم لا يومنون } {[56411]} ، وقرأ : { إن الذين حقت عليهم كلمات ربك لا يومنون } {[56412]} ، وقرأ شبه {[56413]} ذلك {[56414]} .
وقيل : هو تمثيل والمعنى : أنه تعالى منعهم من الهدى والضلال فلم ينتفعوا بالإنذار .
قال ابن إسحاق : جلس عتبة {[56415]} وشيبة {[56416]} ابنا ربيعة وأبو جهل وأمية بن خلف يرتصدون النبي صلى الله عليه وسلم {[56417]} ليبلغوا {[56418]} من أذاه ، فخرج عليهم فقرأ أول { يس } وفيه يده تراب فرماهم به ، وقرأ : { وجعلنا من بين أيديهم سدا } إلى رأس العشر ، فأطرقوا {[56419]} حتى مر رسول الله صلى الله عليه وسلم {[56420]} .
وقال ابن عباس : أقسم أبو جهل لئن رأيت محمدا يصلي لأدمغنه فأخذ حجرا والنبي عليه السلام {[56421]} يصلي ليرميه به فلما أومأ به {[56422]} إليه رجعت يده إلى {[56423]} عنقه والتصق الحجر بيده ، فهو قوله : { إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا } {[56424]} {[56425]} .
قال عكرمة : كانوا يقولون : هذا محمد فيقول {[56426]} أبو جهل : أين هو ؟ أين هو ؟ لا يبصره {[56427]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.