الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَٰهَدُواْ وَصَبَرُوٓاْ إِنَّ رَبَّكَ مِنۢ بَعۡدِهَا لَغَفُورٞ رَّحِيمٞ} (110)

{ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ } ، دلالة على تباعد حال هؤلاء من حال أولئك ، وهم عمار وأصحابه . ومعنى : إنّ ربك لهم ، أنه لهم لا عليهم ، بمعنى : أنه وليهم وناصرهم لا عدوّهم وخاذلهم ، كما يكون الملك للرجل لا عليه ، فيكون محمياً منفوعاً غير مضرور ، { مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ } ، بالعذاب والإكراه على الكفر . وقرىء : «فتنوا » على البناء للفاعل ، أي : بعد ما عذبوا المؤمنين كالحضرمي وأشباهه ، { مِن بَعْدِهَا } ، من بعد هذه الأفعال ، وهي الهجرة والجهاد والصبر .