{ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ } ، أي : [ طردوا ] ومنعوا من الاسلام ، [ ففتنهم ] المشركون ، { ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ } ، على الايمان والهجرة والجهاد ، { إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا } ، أي : من بعد تلك الفتنة [ والفعلة ] ، { لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } ، نزلت في عياش بن أبي ربيعة أخو أبي جهل من الرضاعة ، وأبي جندل بن سهل بن عمرو ، والوليد بن المغيرة ، وسلمة بن هشام ، وعبد الله بن أسيد الثقفي ، فتنهم المشركون فأعطوهم بعض ما أرادوا ليسلموا من شرهم ، ثمّ إنهم هاجروا بعد ذلك وجاهدوا ، فأنزل الله فيهم هذه الآية .
وقال الحسن وعكرمة : نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي سرخ ، وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فاستزّله الشيطان فلحق بالكفار ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقتل يوم فتح مكة ، فاستجار له عثمان وكان أخاه لأُمه ، فأجاره رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمّ أسلم وحسن إسلامه ، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية . وأما قوله : ( فتنوا ) ، فقرأ عبد الله بن عامر : ( فتنوا ) ، بفتح الفاء والتاء ، ردّه إلى من أسلم من المشركين الذين فتنوا المسلمين ، واعتبر بقوله : جاهدوا وصبروا ، فأخبر بالفعل عنهم .
وقرأ الباقون : بضم الفاء وكسر التاء ، اعتباراً بما قبله إلا من أُكره .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.