ولما ذكر تعالى حال من كفر بالله من بعد إيمانه ، وحال من أكره على الكفر ذكر بعده حال من هاجر من بعد ما فتن بقوله تعالى : { ثم إنّ ربك } ، أي : المحسن إليك { للذين هاجروا } إلى المدينة الشريفة بالولاية والنصر ، وقوله تعالى : { من بعد ما فتنوا } ، قرأ ابن عامر بفتح الفاء والتاء على استناد الفعل إلى الفاعل ، والباقون بضم الفاء وكسر التاء على فعل ما لم يسمّ فاعله ، وجه القراءة الأولى أنه عاد الضمير على المؤمنين ، فالمعنى : فتنوا أنفسهم بما أعطوا المشركين من القول ظاهراً ، وأنهم لما صبروا على عذاب المشركين فكأنهم فتنوا أنفسهم وإن عاد على المشركين فهو ظاهر ، أي : فتنوا المؤمنين ؛ لأنّ أولئك المفتونين هم المستضعفون الذين حملهم أقوياء المشركين على الردّة والرجوع عن الإيمان فبيّن تعالى أنهم هاجروا ، { ثم جاهدوا وصبروا } على الطاعة ، { إنّ ربك من بعدها } ، أي : الفتنة ، { لغفور } ، أي : بليغ الإكرام ، { رحيم } ، فهو يغفر لهم ويرحمهم .
تنبيه : حذف خبر " إنّ " الأولى ؛ لدلالة خبر الثانية عليه ، أو مقدّر بما مرّ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.