بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَٰهَدُواْ وَصَبَرُوٓاْ إِنَّ رَبَّكَ مِنۢ بَعۡدِهَا لَغَفُورٞ رَّحِيمٞ} (110)

{ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجروا } ، قال ابن عباس : نزلت في عمار بن ياسر ، وأبويه ، وبلال ، وصهيب ، وخباب بن الأرت ، عذبهم المشركون ، ثم هاجروا إلى المدينة ، فأخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل : { ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجروا } ، { مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ } ، يقول : عذبهم أهل مكة ، { ثُمَّ جاهدوا } مع النبي صلى الله عليه وسلم ، { وَصَبَرُواْ } على البلاء ، وصبروا على دينهم ، وصبروا مع النبي صلى الله عليه وسلم على طاعة الله تعالى ، { إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا } ، أي : من بعد الفتن . ويقال : من بعد الهجرة ، { لَغَفُورٌ } ، لذنوبهم { رَّحِيمٌ } . ويقال : نزلت الآية في عياش بن أبي ربيعة . وقد ذكرناه في سورة النساء . قرأ ابن عامر : { مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ } ، بفتح الفاء والتاء ، أي : أصابتهم الفتنة . وقرأ الباقون : { فَتَنُواْ } ، على معنى فعل ما لم يسم فاعله .