الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَإِن تَجۡهَرۡ بِٱلۡقَوۡلِ فَإِنَّهُۥ يَعۡلَمُ ٱلسِّرَّ وَأَخۡفَى} (7)

أي يعلم ما أسررته إلى غيرك وأخفى من ذلك ، وهو ما أخطرته ببالك ، أو ما أسررته في نفسك { وَأَخْفَى } منه وهو ما ستسره فيها . وعن بعضهم : أن أخفى فعل [ ماضي ، لا أفعل تفضيل ] يعنى : أنه يعلم أسرار العباد وأخفى عنهم ما يعلمه ، هو كقوله تعالى : { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً } [ طه : 110 ] وليس بذاك . فإن قلت كيف طابق الجزاء الشرط ؟ قلت : معناه وإن تجهر بذكر الله من دعاء أو غيره فاعلم أنه غنيّ عن جهرك ، فإماأن يكون نهياً عن الجهر كقوله تعالى : { واذكر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الجهر مِنَ القول }[ الأعراف : 205 ] وإما تعليماً للعباد أنّ الجهر ليس لإسماع الله وإنما هو لغرض آخر .