الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{فَأَرۡسَلۡنَا فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ} (32)

{ فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولاً } أي في عاد . وفي موضع آخر { وإلى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا } [ الأعراف : 65 ] ، [ هود : 50 ] ؟ قلت : لم يعدّ بفي كما عدّي بإلى ، ولم يجعل صلة مثله ، ولكن الأمّة أو القرية جعلت موضعاً للإرسال ، كما قال رؤبة :

أَرْسَلْتُ فِيهَا مُصْعَباً ذَا إقْحَامْ ***

وقد جاء «بعث » على ذلك في قوله : { وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِى كُلّ قَرْيَةٍ نَّذِيراً } [ الفرقان : 51 ] . { أَنِ } مفسرة لأرسلنا ، أي : قلنا لهم على لسان الرسول : { اعبدوا الله } .