البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَأَرۡسَلۡنَا فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ} (32)

ذكر هذه القصة عقيب قصة نوح ، يظهر أن هؤلاء هم قوم هود والرسول هو هود عليه السلام وهو قول الأكثرين .

وقال أبو سليمان الدمشقي والطبري : هم ثمود ، والرسول صالح عليه السلام هلكوا بالصيحة .

وفي آخر القصة { فأخذتهم الصيحة } ولم يأت أن قوم هود هلكوا بالصيحة وقصة قوم هود جاءت في الأعراف ، وفي هود ، وفي الشعراء بأثر قصة قوم نوح .

وقال تعالى { واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح } والأصل في أرسل أن يتعدى بإلى كإخوانه وجه ، وأنفذ وبعث وهنا عُدِّي بفي ، جعلت الأمة موضعاً للإرسال كما قال رؤبة :

أرسلت فيها مصعباً ذا إقحام***

وجاء بعث كذلك في قوله { ويوم نبعث في كل أمة } { ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيراً } و { إن } في { أن اعبدوا الله } يجوز أن تكون مفسرة وأن تكون مصدرية