فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَأَرۡسَلۡنَا فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ} (32)

{ فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ } عدي فعل الإرسال ب { في } مع أنه يتعدى بإلى للدلالة على أن الرسول المرسل إليهم نشأ فيهم وبين أظهرهم يعرفون مكانه ومولده ليكون سكونهم إلى قوله أكثر من سكونهم إلى من يأتيهم من غير مكانهم ، وقيل وجه التعدية بفي أنه ضمن معنى القول ، والأولى أولى ، لأن تضمين أرسلنا معنى قلنا : لا يستلزم تعديته بفي .

{ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ } أن مفسرة لأرسلنا أي قلنا لهم على لسان الرسول هذا القول { مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } تعليل للأمر بالعبادة { أَفَلَا تَتَّقُونَ ؟ } عذابه الذي يقتضيه شرككم .