فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{فَأَرۡسَلۡنَا فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ} (32)

{ ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آَخَرِينَ { 31 ) فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ { 32 ) }

ثم خلقنا من بعد قوم نوح أهل قوم وزمان آخرين قيل هم عاد إذ هم الذين جاءوا بعد قوم نوح ؛ وقيل : ثمود ، إذ قد بين القرآن العظيم في أكثر من آية أنهم أهلكوا بالصيحة ، هذا وممن أهلك بالصيحة أصحاب مدين ، وأصحاب القرية التي أرسل إليها رسل عيسى عليه السلام ، فقتلوا الثالث [ حبيبا النجار ] فبعث الله تعالى فيهم نبيا من قرابتهم أو محلتهم ، وناداهم : أن أخلصوا لله العبادة ، فما يستحق العبادة إلا الله ؛ أجهلتم سلطان الملك المهيمن فلا تتقون سخطه وعقابه ؟ ! فإن كانوا عادا فالمبعوث إليهم هو هود عليه السلام ؛ وإن كانت ثمود فالمرسل إليهم نبي الله صالح عليه السلام وإن كانوا أصحاب مدين ، فالمبعوث إليهم شعيب عليه السلام{[2320]} .


[2320]:يقول صاحب الجامع لأحكام القرآن ـ أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي ـ قلت: وممن أخذ بالصيحة أيضا أصحاب مدين قوم شعيب، فلا يبعد أن يكونوا هم، والله أعلم. جـ12. ص 121.