فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِلَّا عَلَىٰٓ أَزۡوَٰجِهِمۡ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَإِنَّهُمۡ غَيۡرُ مَلُومِينَ} (6)

{ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ } الفرج يطلق على فرج الرجل والمرأة ، فهو اسم سوأتهما ، والمراد بحفظهما لها أنهم ممسكون لها بالعفاف عما لا يحل لهم ، قيل والمراد هنا الرجال خاصة دون النساء بدليل قوله : { إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ } الخ للإجماع على أنه لا يحل للمرأة أن يطأها من تملكه .

قال الفراء : ( على ) بمعنى من ، وقيل إن الاستثناء من نفي الإرسال المفهوم من الحفظ ، أي لا يرسلونها على أحد إلا على أزواجهم ، وقيل يلامون على كل مباشرة إلا على ما أحل لهم فإنهم غير ملومين عليه ، ودل على المحذوف ذكر اللوم في آخر الآية .

وقيل المعنى إلا والين على أزواجهم وقوامين عليهن ، من قولهم : كان فلان على فلانة فمات عنها فخلف عليها فلان{[1]} قاله الزمخشري ، والمعنى أنهم لفروجهم حافظون في جميع الأحوال إلا في حال تزوجهم أو تسريهم ، وجملة { أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ } في محل جر ، والمراد بذلك الإمام ، وعبر عنهن ب { ما } التي لغير العقلاء لأنه اجتمع فيهن الأنوثة المنبئة عن قصور العقل وجواز البيع والشراء فيهن كسائر السلع ، فأجراهن بهذين الأمرين مجرى غير العقلاء ، ولهذا تباع كما تباع البهائم ، والمراد الإماء والجواري .

{ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ } في إتيانهن بجماع أو غيره تعليل للاستثناء مما لا يجب عليهم حفظ فروجهم منه .


[1]:ثم بفتح الثاء أي هناك.