الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{فَخَسَفۡنَا بِهِۦ وَبِدَارِهِ ٱلۡأَرۡضَ فَمَا كَانَ لَهُۥ مِن فِئَةٖ يَنصُرُونَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُنتَصِرِينَ} (81)

فأوحى إليه : أن مر الأرض بما شئت ، فإنها مطيعة لك . فقال : يا بني إسرائيل ، إنّ الله بعثني إلى قارون كما بعثني إلى فرعون ، فمن كان معه فليلزم مكانه ، ومن كان معي فليعتزل ، فاعتزلوا جميعاً غير رجلين ثم قال : يا أرض خذيهم ، فأخذتهم إلى الركب ، ثم قال : خذيهم ، فأخذتهم إلى الأوساط ، ثم قال : خذيهم ، فأخذتهم إلى الأعناق ، وقارون وأصحابه يتضرعون إلى موسى عليه السلام ويناشدونه بالله والرحم ، وموسى لا يلتفت إليهم لشدّة غضبه ، ثم قال : خذيهم ، فانطبقت عليهم . وأوحى الله إلى موسى : ما أفظك : استغاثوا بك مراراً فلم ترحمهم ، أما وعزتي لو إياي دعوا مرة واحدة لوجدوني قريباً مجيباً ، فأصبحت بنو إسرائيل يتناجون بينهم : إنما دعا موسى على قارون ليستبد بداره وكنوزه ، فدعا الله حتى خسف بداره وأمواله { مِنَ المنتصرين } من المنتقمين من موسى عليه السلام ، أو من الممتنعين من عذاب الله . يقال : نصره من عدوه فانتصر ، أي : منعه منه فامتنع .