تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَخَسَفۡنَا بِهِۦ وَبِدَارِهِ ٱلۡأَرۡضَ فَمَا كَانَ لَهُۥ مِن فِئَةٖ يَنصُرُونَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُنتَصِرِينَ} (81)

[ الآية 81 ] وقوله تعالى : { فخسفنا به وبداره الأرض } بالبغي الذي بغى عليهم ؛ أعني على موسى وأصحابه .

وقوله تعالى : { فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله } كأنه كان يفتخر بالمال والحواشي ، ويتقوى بذلك في دفع عذاب الله ونقمته . لذلك قال : { فما كان/402- ب/ له من فئة ينصرونه من دون الله } أي لم تغنه{[15599]} في دفع عذاب الله عنه أتباعه وحواشيه ، وهو كظن أولئك : { نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين } [ سبإ : 35 ] وكان ظنهم ذلك . وقولهم إنا كان بوجهين :

[ أحدهما ] {[15600]} : أنهم ظنوا أن أموالهم وأتباعهم تدفع عنهم عذاب الله ونقمته كما تدفع نقمة بعضهم من بعض في ما بينهم كقول [ ابن نوح ] {[15601]} : { سآوي إلى جبل يعصمني من الماء } [ هود : 43 ] .

والثاني : [ أنهم ظنوا ] {[15602]} أنما أعطوا هذه الأموال والأتباع في هذه الدنيا لكرامة لهم عند الله ، فلا يعذبون أبدا ، والله أعلم .


[15599]:- في الأصل وم: يغن.
[15600]:- ساقطة من الأصل وم.
[15601]:- في الأصل وم: ذلك الرجل.
[15602]:- في الأصل وم: ظنوا أنهم.