{ فخسفنا به } أي بقارون { وبداره الأرض } يقال خسف المكان يخسف خسوفا ذهب في الأرض ، وخسف به الأرض خسفا أي غاب به فيها والمعنى أن الله غيبه ، وغيب داره في الأرض .
{ فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله } أي ما له من جماعة يدفعون ذلك الخسف عنه { وما كان } هو في نفسه { من المنتصرين } أي من المنتقمين من موسى ، أو من الممتنعين من عذاب الله يقال نصره من عدو فانتصر ، أي منعه منه فامتنع .
أخرج ابن أبي شيبة في المصنف ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه عن ابن عباس قال : " كان قارون وابن عم موسى ، وكان يتبع العلم حتى جمع علما ، فلم يزل في أمره ذلك حتى بغى على موسى وحسده ، فقال له موسى : إن الله أمرني أن آخذ الزكاة فأبى ، فقال إن موسى يريد أن يأكل أموالكم ، جاءكم بالصلاة ، وجاءكم بأشياء فاحتملتموها فتحتملون أن تعطوه أموالكم ؟ فقالوا : لا نحتمل ! فما ترى ؟ فقال لهم : أرى أن أرسل إلى بغاي من يغايا بني إسرائيل فنرسلها إليه فترميه بأنه أرادها على نفسها ، فأرسلوا إليها فقالوا لها : نعطيك جعلك على أن تشهدي على موسى أنه فجر بك ! قالت : نعم فجاء قارون إلى موسى فقال : اجمع بني إسرائيل فأخبرهم بما أمرك ربك ، قال نعم فجمعهم فقالوا له : ما أمرك ربك ؟ قال أمرني أنت تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا . وأن تصلوا الرحم ، وكذا ، وكذا ، وأمرني إذا زنى الرجل وقد أحصن أن يرجم ، قالوا : وإن كنت أنت ؟ قال : نعم ، قالوا : فإنك قد زنيت قال : أنا ؟ فأرسلوا للمرأة فجاءت فقالوا : ما تشهدين على موسى ؟ فقال لها موسى : أنشدك بالله إلا ما صدقت ، قالت : أما إذا أنشدتني بالله فإنهم دعوني وجعلوا لي جعلا على أن أقذفك بنفسي ، وأنا أشهد أنك بريء ، وأنك رسول الله ، فخرّ موسى ساجدا يبكي ويقول : يا رب إن كنت رسولك فاغضب لي ، فأوحى الله إليه ما يبكيك ؟ قد سلطناك على الأرض فمرها فتطيعك ، فرفع رأسه فقال : خذيهم ، فأخذتهم إلى أعقابهم ، فجعلوا يقولون : يا موسى ، يا موسى ، فقال : خذيهم فأخذتهم إلى أعناقهم ، فجعلوا يقولون : يا موسى يا موسى ، فقال خذيهم فأخذتهم فغشيتهم فأوحى الله إليه : يا موسى سألك عبادي وتضرعوا إليك فلم تجبهم وعزتي لو أنهم دعوني لأجبتهم . قال ابن عباس : وذلك قوله : فخسفنا به وبداره الأرض خسف إلى الأرض السفلى . ذكره الخازن ، والقرطبي ، وغيرهما بألفاظ .
وعن النبي صلى الله عليه وسلم : " من لبس ثوبا جديدا فاختال فيه خسف به من شفير جهنم ، فهو يتجلجل فيها لا يبلغ قعرها ، لأن قارون لبس جبة فاختال فيها فخسف الله به الأرض " رواه الحرث بن إسحق من حديث ابن عباس وأبي هريرة بسند ضعيف جدا ، قال الحافظ في الفتح : إن مقتضى هذا الحديث أن الأرض لا تأكل جسده فيمكن أن يلغز ويقال لنا : كافر لا يبلى جسده بعد الموت وهو قارون ، ذكره ابن لقيمة ، والتجلجل السوخ في الأرض ، والتحرك والتضعضع ، والجلجلة التحريك . قيل : إذا وصل قارون إلى قرار الأرض السابعة نفخ إسرافيل في الصور .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.