الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمۡ لِمَ شَهِدتُّمۡ عَلَيۡنَاۖ قَالُوٓاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِيٓ أَنطَقَ كُلَّ شَيۡءٖۚ وَهُوَ خَلَقَكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (21)

وقيل : المراد بالجلود : الجوارح . وقيل : هي كناية عن الفروج ، أراد بكل شيء : كل شيء ، من الحيوان ، كما أراد به في قوله تعالى : { والله على كُلّ شَيْء قَدِيرٌ } [ البقرة : 284 ] كل شيء من المقدورات ، والمعنى : أن نطقنا ليس بعجب من قدرة الله الذي قدر على إنطاق كل حيوان ، وعلى خلقكم وإنشائكم أوّل مرّة ، وعلى إعادتكم ورجعكم إلى جزائه - وإنما قالوا لهم : { لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا } لما تعاظمهم من شهادتها وكبر عليهم من الافتضاح على ألسنة جوارحهم .