الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَإِذَا عَلِمَ مِنۡ ءَايَٰتِنَا شَيۡـًٔا ٱتَّخَذَهَا هُزُوًاۚ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٞ مُّهِينٞ} (9)

{ وَإِذَا } بلغه شيء من آياتنا وعلم أنه منها { اتخذها } أي اتخذ الآيات { هُزُواً } ولم يقل : اتخذه ، للإشعار بأنه إذا أحس بشيء من الكلام أنه من جملة الآيات التي أنزلها الله تعالى على محمد صلى الله عليه وسلم ، خاض في الاستهزاء بجميع الآيات . ولم يقتصر على الاستهزاء بما بلغه ، ويحتمل : وإذا علم من آياتنا شيئاً يمكن أن يتشبث به المعاند ويجد له محملاً يتسلق به على الطعن والغميزة ، افترصه واتخذ آيات الله هزواً ، وذلك نحو افتراص ابن الزبعري قوله عز وجل : { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله حَصَبُ جَهَنَّمَ } [ الأنبياء : 98 ] ومغالطته رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقوله : خصمتك . ويجوز أن يرجع الضمير إلى شيء ؛ لأنه في معنى الآية كقول أبي العتاهية :

نَفْسِي بِشَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا مُعَلَّقَةٌ *** أللَّهُ وَالْقَائِمُ الْمَهْدِيُّ يَكْفِيَهَا

حيث أراد عتبة . وقرىء : «علم أولئك » إشارة إلى كل أفاك أثيم ، لشموله الأفاكين .