إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَإِذَا عَلِمَ مِنۡ ءَايَٰتِنَا شَيۡـًٔا ٱتَّخَذَهَا هُزُوًاۚ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٞ مُّهِينٞ} (9)

{ وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آياتنا شَيْئاً } أي إذا بلغَهُ من آياتِنا شيءٌ وعلم أنَّه من آياتِنا لا أنه علمهُ كما هُو عليهِ فإنَّه بمعزلٍ عن ذلك العلمِ ، وقيلَ : إذا علم منها شيئاً يمكنُ أنْ يتشبثَ به المعاندُ ويجدَ له محملاً فاسداً يتوصلُ به إلى الطعنِ والغميزةِ { اتخذها } أي الآياتِ كلَّها { هُزُواً } أي مَهْزُوءاً بها لا ما سمَعهُ فقطْ ، وقيلَ : الضميرُ للشيءِ ، والتأنيثُ لأنَّه في معنى الآيةِ . { أولئك } إشارةٌ إلى كلِّ أفاكٍ من حيثُ الاتصافُ بما ذُكرَ من القبائِحِ ، والجمعُ باعتبارِ الشمولِ للكلِّ كما في قولِه تعالى : { كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }[ سورة المؤمنون ، الآية 5 ] كما أنَّ الإفرادَ فيما سبقَ من الضمائرِ باعتبارِ كلِّ واحدٍ واحدٍ . { لَهُمْ } بسببِ جناياتِهم المذكورةِ { عَذَابٌ مهِينٌ } وصف العذابِ بالإهانةِ توفيةً لحقِّ استكبارِهم واستهزائِهم بآياتِ الله سبحانه وتعالى .