الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَفِي خَلۡقِكُمۡ وَمَا يَبُثُّ مِن دَآبَّةٍ ءَايَٰتٞ لِّقَوۡمٖ يُوقِنُونَ} (4)

{ وَفِى خَلْقِكُمْ }

فإن قلت : علام عطف { وَمَا يَبُثُّ } أعلى الخلق المضاف ؟ أم على الضمير المضاف إليه ؟ قلت : بل على المضاف ، لأنّ المضاف إليه ضمير متصل مجرور يقبح العطف عليه ، استقبحوا أن يقال : مررت بك وزيد ، وهذا أبوك وعمرو ، وكذلك إن أكدوه كرهوا أن يقولوا : مررت بك أنت وزيد . قرىء «آيات لقوم يوقنون » بالنصب والرفع ، على قولك : إنّ زيداً في الدار وعمراً في السوق . أو عمرو في السوق . وأمّا قوله : ( آيات لقوم يعقلون ) فمن العطف على عاملين ، سواء نصبت أو رفعت ، فالعاملان إذا نصبت هما : إن ، وفي ، أقيمت الواو مقامهما .