اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَإِذَا عَلِمَ مِنۡ ءَايَٰتِنَا شَيۡـًٔا ٱتَّخَذَهَا هُزُوًاۚ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٞ مُّهِينٞ} (9)

قوله : { وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئاً } العامة على فتح العين وكسر اللام خفيفة مبنياً للفاعل . وقتادةُ ومطر الوراق عُلِّم مبنياً للمفعول مشدداً{[50591]} .

قوله : ( اتَّخَذَهَا ) الضمير المؤنث فيه وجهان :

أحدهما : أنه عائد على «آيَاتِنَا » يعني القرآن .

والثاني : أنه يعود على «شَيْءٍ » وإن كان مذكراً{[50592]} ، لأنه بمعنى الآية كقول أبي العتاهية :

4440 نَفْسي بِشَيْءٍ مِن الدُّنْيَا مُعَلَّقَةٌ *** اللهُ وَالْقَائِمُ المَهْدِيُّ يَقْضِيهَا{[50593]}

لأنه أراد «بشَيْء » جاريةً يقال لها : عتبة .

فصل

المعنى ذلك الشيء هُزُؤٌ ، إلا أنه تعالى قال : اتَّخَذَها للإشعار بأن هذا الرجل إذا أحسّ بشيء من الكلام أنه من جملة الآيات المنزلة على محمَّد صلى الله عليه وسلم خاض في الاستهزاء بجميع الآيات ، ولم يقتصر على الاستهزاء بذلك الواحد{[50594]} .

قوله : «أُولَئِكَ » إشارة إلى معنى كل أفَّاكٍ أَثِيم ليدخل فيه جميع الأفاكين فَحُمِلَ أوَّلاً على لفظها فأفرد ، ثم على معناها فجمع ، كقوله : { كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } [ المؤمنون : 53 ] .

/خ10


[50591]:قراءة شاذة انظر مختصر ابن خالويه 138.
[50592]:الكشاف 3/509.
[50593]:من البسيط له، ويروى "يكفيها" بدل يقضيها، والشاهد: يقضيها فلم يقل: يقضيه ولكنه أنث وانظر الكشاف 3/510 وشرح شواهده 562 والبحر المحيط 8/44، والحماسة البصرية 1/551 والديوان 347.
[50594]:الرازي 27/261 والكشاف 3/509.