السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَإِذَا عَلِمَ مِنۡ ءَايَٰتِنَا شَيۡـًٔا ٱتَّخَذَهَا هُزُوًاۚ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٞ مُّهِينٞ} (9)

{ وإذا علم } أي : بلغه { من آياتنا } أي : القرآن { شيئاً } وعلم أنه من آياتنا { اتخذها هزواً } أي : مهزواً بها .

تنبيه : في الضمير المؤنث وجهان ؛ أحدهما : أنه عائد على { آياتنا } يعني القرآن ، والثاني : أنه يعود على { شيئاً } وإن كان مذكراً ؛ لأنه بمعنى الآية كقول أبي العالية :

نفسي بشيء من الدنيا معلقة *** الله والقائم المهدي يكفيها

لأنه أراد بشيء جاريةً يقال لها : عنبة ، والمعنى : اتخذ ذلك الشيء هزواً إلا أنه تعالى قال : { اتخذها } للإشعار بأن هذا الرجل إذا أحس بشيء من الكلام أنه من جملة الآيات المنزلة على محمد صلى الله عليه وسلم خاض في الاستهزاء بجميع الآيات ولم يقتصر على الاستهزاء بذلك الواحد . وقوله تعالى { أولئك لهم عذاب مهين } أي : ذو إهانة إشارة إلى معنى { كل أفاك أثيم } ( الشعراء : 222 ) ليدخل فيه جميع الأفاكين ، فحمل أولاً على لفظها فأفرد ثم على معناها فجمع كقوله تعالى { كل حزب بما لديهم فرحون } ( الروم : 32 ) .