الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَقَفَّيۡنَا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم بِعِيسَى ٱبۡنِ مَرۡيَمَ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِۖ وَءَاتَيۡنَٰهُ ٱلۡإِنجِيلَ فِيهِ هُدٗى وَنُورٞ وَمُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَهُدٗى وَمَوۡعِظَةٗ لِّلۡمُتَّقِينَ} (46)

قفيته مثل عقبته ، إذا اتبعته ثم يقال قفيته بفلان وعقبته به ، فتعديه إلى الثاني بزيادة الباء ،

فإن قلت : فأين المفعول الأول في الآية ؟ قلت : هو محذوف والظرف الذي هو { على ءاثارهم } كالسَّادِّ مسدّه ؛ لأنه إذا قفى به على أثره فقد قفى به إياه ، والضمير في آثارهم للنبيين في قوله : { يَحْكُمُ بِهَا النبيون الذين أَسْلَمُواْ } . وقرأ الحسن : ( الأَنجيل ) بفتح الهمزة ؛ فإن صحّ عنه فلأنه أعجمي خرج لعجمته عن زِناتِ العربية ، كما خرج هابيل وآجر { وَمُصَدّقًا } عطف على محل { فِيهِ هُدًى } ومحله النصب على الحال { وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ } يجوز أن ينتصبا على الحال . كقوله : { مُصَدّقاً } وأن ينتصبا مفعولاً لهما ، كقوله : { وَلْيَحْكُمْ } كأنه قيل . وللهدى والموعظة آتيناه الإنجيل ، وللحكم بما أنزل الله فيه من الأحكام .

فإن قلت : فإن نظمت { هُدًى وَمَوْعِظَةً } في سلك مصدقاً .