الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَأُخۡرَىٰ تُحِبُّونَهَاۖ نَصۡرٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَتۡحٞ قَرِيبٞۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (13)

{ وأخرى تُحِبُّونَهَا } ولكم إلى هذه النعمة المذكورة من المغفرة والثواب في الآجلة نعمة أخرى عاجلة محبوبة إليكم ، ثم فسرها بقوله : { نَصْرٌ مّن الله وَفَتْحٌ قَرِيبٌ } أي عاجل وهو فتح مكة . وقال الحسن : فتح فارس والروم . وفي { تُحِبُّونَهَا } شيء من التوبيخ على محبة العاجل .

فإن قلت : علام عطف قوله { وَبَشِّرِ المؤمنين } ؟ قلت : على { تُؤْمِنُونَ } لأنه في معنى الأمر ، كأنه قيل : آمنوا وجاهدوا يثبكم الله وينصركم ، وبشر يا رسول الله المؤمنين بذلك .

فإن قلت : لم نصب من قرأ نصراً من الله وفتحاً قريباً ؟ قلت : يجوز أن ينصب على الاختصاص ، أو على تنصرون نصراً ، ويفتح لكم فتحاً ، أو على : يغفر لكم ويدخلكم جنات ، ويؤتكم أخرى نصراً من الله وفتحاً .