إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَأُخۡرَىٰ تُحِبُّونَهَاۖ نَصۡرٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَتۡحٞ قَرِيبٞۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (13)

{ وأخرى } ولكُم إلى هذه النعمِ العظيمةِ نعمةٌ أُخرى عاجلةٌ { تُحِبُّونَهَا } وترغبونَ فيهَا ، وفيهِ تعريضٌ بأنهم يؤثرونَ العاجلَ على الآجلِ ، وقيلَ أُخرى منصوبةٌ بإضمارِ يعطكُمْ ، أو تحبونَ ، أو مبتدأٌ خبرُهُ { نَصْرٌ من الله } وهو عَلى الأولِ بدلٌ ، أو بيانٌ ، وعلى تقديرِ النصبِ خبرُ مبتدأٍ محذوفٍ { وَفَتْحٌ قَرِيبٌ } أي عاجلٌ ، عطفٌ على نصرٌ على الوجوهِ المذكورةِ . وقُرِئَ نصراً وفتحاً قريباً على الاختصاصِ ، أو على المصدرِ أيْ تُنصرونَ نصراً ويُفتحُ لكم فَتْحاً ، أو عَلى البدليةِ من أُخرى على تقدير نصبِهَا ، أي يعطكُم نعمةً أُخرى نصراً وفتحاً { وَبَشّرِ المؤمنين } عطفٌ على محذوفٍ مثل قُل يا أيُّها الذينَ آمنُوا وبشرْ ، وعلى تؤمنونَ فإنَّه في معنى آمِنُوا كأنَّه قيلَ آمِنُوا وجاهِدُوا أيُّها المؤمنونَ وبشرْهُم يا أيُّها الرسولُ بما وعدتَهُم على ذلكَ عاجلاً وآجلاً .