السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَأُخۡرَىٰ تُحِبُّونَهَاۖ نَصۡرٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَتۡحٞ قَرِيبٞۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (13)

ولما ذكر تعالى ما أنعم به عليهم في الآخرة بشرهم بنعمته في الدنيا بقوله تعالى : { وأخرى تحبونها } أي : ولكم إلى هذه النعمة المذكورة نعمة أخرى عاجلة محبوبة ، وفي تحبونها تعريض بأنهم يؤثرون العاجل على الآجل . وقوله تعالى : { نصر من الله } أي : الذي أحاطت عظمته بكل شيء خبر مبتدأ مضمر ، أي : تلك النعمة أو الخصلة الأخرى نصر من الله { وفتح قريب } أي : غنيمة في عاجل الدنيا قيل : فتح مكة قال الكلبي : هو النصر على قريش ، وقال ابن عباس : يريد فتح فارس والروم . وقوله تعالى : { وبشر المؤمنين } عطف على محذوف مثل قل { يا أيها الذين آمنوا } { وبشر } ، أو على يؤمنون فإنه في معنى الأمر كأنه قال آمنوا وجاهدوا أيها المؤمنون ، وبشرهم يا أشرف الرسل بالنصر في الدنيا والجنة في الآخرة .