فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَأُخۡرَىٰ تُحِبُّونَهَاۖ نَصۡرٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَتۡحٞ قَرِيبٞۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (13)

{ و } يؤتكم نعمة { أخرى تحبونها } وقال الأخفش والفراء : معطوفة على تجارة فهي في محل خفض ، أي وهل أدلكم على خصلة أخرى تحبونها في العاجل مع ثواب الآخرة ؟ وقيل : هي في رفع أي ولكم خصلة أخرى وقيل : في محل نصب أي ويعطيكم خصلة أخرى وفي { تحبونها } شيء من التعريض بأنهم يؤثرون العاجل على الآجل ، ففيه شيء من التوبيخ على محبة العاجل ، ثم بين سبحانه هذه الأخرى فقال :{ نصر } أي هي نصر { من الله } لكم ، { وفتح قريب } يفتحه عليكم وقيل : نصر بدل من أخرى ، على تقدير كونها في محل رفع ، وقيل : التقدير ولكم نصر وفتح قريب ، قال الكلبي : يعني النصر على قريش وفتح مكة ، وقال عطاء : يريد فتح فارس والروم ، { وبشر المؤمنين } معطوف على محذوف ، أي قل يا أيها الذين آمنوا وبشر ، أو على تؤمنون لأنه في معنى الأمر ، والمعنى آمنوا وجاهدوا أيها المؤمنون ، وبشرهم يا محمد بالنصر والفتح وهذا ما جرى عليه في الكشاف ، أو وبشرهم بالنصر في الدنيا والفتح وبالجنة في الآخرة ، أو وبشرهم بالجنة في الآخرة ، وضع الإظهار موضع الإضمار للإشعار بأن صفة الإيمان هي التي تقتضي هذه البشارة ،